اليابان وشعبها (المجتمع والثقافة)
1- جغرافية ومناخ اليابان
· الأرض الوطنية
يتكون الأرخبيل الياباني من أربع جزر رئيسية وهي (هوكايدو، وهونشو، وشيكوكو، وكيوشو) . وبالإضافة إلى الجزر الأربع هذه، هناك عدة آلاف من الجزر الأصغر حجماً.
تغطي الجبال ما نسبته 80% من مساحة أراضي اليابان ، وبالتالي فإن السهول في اليابان قليلة. وهناك كثير من البراكين النشطة والساكنة مع ما يرافقها من الينابيع الساخنة الكثيرة.
وعبادة الجبال العالية واحدة من التقاليد المعروفة في اليابان ، حيث اعتقد الناس بقدسية هذه الجبال لمدة طويلة من الزمن. وكان لجبل فوجي الذي يبلغ ارتفاعة 3776 متراً مكانته المقدسة الخاصة بصفته الجبل الأعلى في اليابان.
غالبا ماتتعرض اليابان لكوارث طبيعية كالزلازل والاعاصير وثورات البراكين وكانت اشد تلك الكوارث في السنوات الاخيرة زلزال هانشن-اواجي الهائل الذي ادى الى تدمير مدينة كوبا والمناطق المحيطة بها عام 1995. وفي عام 2004 ادى زلزال في مدينة تشوئتسو) Chuetsu) الواقعة في الجزء الجنوبي من محافظة نياكاتا الى احداث اضرار جسيمة.
· المناخ
تتصف أراضي اليابان بمناطق مناخية مختلفة. فجزيرة هوكايدو التي هي الجزء الأقصى في شمال اليابان تتميز بمناخ مجاور لمنطقة القطب الشمالي، بينما يسود في أوكيناوا في أقصى الجنوب مناخ مجاور للمنطقة المدارية. تمتد سلسلة جبال مرتفعة على طول جزيرة هونشو وهي احدى الجزر الرئيسية في اليابان, مقسمة إياها إلى منطقتين مناخيتين متميزيتين، أحداهما تطل على المحيط الهادىء والأخرى على بحر اليابان حيث تهطل كميات كبيرة من الثلوج على طول المناطق الواقعة على بحر اليابان في فصل الشتاء.
· الفصول
تتعاقب في اليابان أربعة فصول واضحة المعالم تماماً – الربيع والصيف والخريف والشتاء. وتعتبر هذه الفصول عوامل أساسية لفهم الثقافة اليابانية . فعلى سبيل المثال ، تتكون ال"هايكو"، وهي نوع من قصائد الشعر الياباني من 17 مقطعاً، تشتمل في أساسها على كلمة تصف الطقس . كذلك هنالك أنشطة فصلية كثيرة مثل التنزه تحت براعم الكرز والتمتع بمشاهدة زهرات الذهب والاحتفالات الموسمية . ويحمل فصل براعم الكرز أهمية ثقافية للشعب الياباني ، حيث يعتبر برعم الكرز الزهرة الوطنية لليابان ، وهي تتفتح مع بداية العام الدراسي الجديد وترمز إلى احتفالات الدخول للمدارس .
· هناك سبع وأربعون وحدة إدارية (تتكون من " تو" واحدة، و " دو" واحدة، و " فو" اثنتين، و ثلاث وأربعين " كين" )
وعاصمة اليابان هي طوكيو، والبلاد تتكون من 47 وحدة إدارية يشار إليها مختلفة بـ " تو" (العاصمة)، " كين" (إقليم)، وهكذا . وعلاوة على ذلك ، تنقسم هذه الأقاليم إلى حوالي 3200 وحدة إدارية أصغر (وهي البلديات). وتوصي الحكومة المركزية بضم هذه البلديات مع المدن و/أوالقرى المجاورة لتحسين كفاءة الادارة المحلية.
2- العرق والسكان والدين
· المجموعات العرقية
يتكون الشعب الياباني بصورة رئيسية من مجموعة عرقية واحدة (*)، بالرغم من وجود مجاميع صغيرة من السكان الاصليين, الآينو) Ainu)، في جزيرة هوكايادو حيث اعتادوا على ممارسة مهنة الصيد اكثر من ممارستهم للزراعة. ولغة اليابان الموحدة تفهم لدى جميع أفراد الأمة (*) . وهذا يعني أن اليابان يمكن تصنيفها كبلد يحوي عرقاً واحداً من الناس ، بمعنى أن عدد سكان المجموعات العرقية المختلفة هو أصغر عند المقارنة بالبلدان ذات الأعراق الكثيرة مثل الصين، والولايات المتحدة الأمريكية.
· اللغة الرسمية
اللغة الرسمية في اليابان هي اللغة اليابانية. ولكتابة اللغة اليابانية تستخدم ثلاث انواع من الحروف وهي: كانجي, هيراجانا، وكاتاكانا. نشات حروف كانجي او الحروف الصينية عن المملكة الوسطى القديمة، أما الأبجدية المقطعة الأصلية لكل من الهيراجانا والكاتاكانا فقد كان اساسها حروف الكانجي.
· عدد السكان
يبلغ مجموع عدد السكان في اليابان 127.47 مليون نسمه ، وذلك حسب التقديرات في تشرين الثاني( نوفمبر) 2002. ويتوقع أن يصل عدد سكان اليابان ذروته 127.7 مليون نسمة سنة 2006 ، ثم ينخفض بعد ذلك الى64 مليون نسمه في عام 2100.
التعداد السكاني : الاتجاه والمنظور المستقبلي (التعداد الكلي لليابان)
عمر 65 فما فوق
(النسبة المئوية للمجموع) (%)
التعداد العام للسكان
(10000 شخص)
التعداد العام للسكان
اعمار 65 فما فوق (النسبة المئوية)
المصدر: التعداد العام للسكان, منظور على نفوس اليابان, الخ.
· معدل عدد المواليد في هبوط وعدد الأطفال في تناقص
يعتبر معدل عدد المواليد في اليابان من بين اقل المعدلات انخفاضا في العالم (حيث أن معدل المواليد سنة 2003 كان 1.29 لكل 1000 شخص ، وهو الأقل في تاريخ اليابان) . وهذا يوضح سبب استمرار تناقص عدد الأطفال في اليابان.
وقد عزي هذا الاتجاه نحو الانخفاض للعوامل التالية: ميل النساء لتأخير الزواج نتيجة لتحصيلهن الأكاديمي الأعلى والتقدم الاجتماعي وزيادة نفقات التعليم الخاصة بالأطفال والنقص في المرافق الخاصة بالأطفال ، مثل مراكز رعاية الأطفال ، والنقص في أفراد الأسرة الذين بوسعهم القيام برعاية الأطفال بسبب التوجه السائد نحو الأسرة الأصغر حجما (النووية) .
يشكل تدني معدلات الولادة مشكلة خطيرة للحفاظ على المجتمع والاقتصاد الياباني في المستقبل. ان الانخفاض في معدلات الولاده قد يؤدي الى انخفاض القوة العاملة وتقليص استهلاك السلع وبالتالي الى عرقلة النمو الاقتصادي. ولتفادي هذا الركود, تعمد الحكومة اليابانية الى دعم الاجراءات التي من شانها الحد من انخفاض معدلات الولاده, كتقديم الدعم للمراة العاملة, بالاضافة الى النظر في دراسة السياسات التي تشجع الشركات على تمديد عمر التقاعد الالزامي لموظفيهم.
· في اليابان المعدل الأكبر لطول العمر في العالم ومجتمع يكثر فيه كبار السن
يعتبر الشعب الياباني من الشعوب المعمرة ويزداد عمر الفرد مع تعاقب السنين حيث بلغ متوسط عمر الرجال 78.32 سنة و 85.23 سنة بالنسبة للنساء عام 2002 وبحسب التقديرات فان 25% من سكان اليابان ستبلغ اعمارهم 65 سنة فما فوق بحلول عام 2014. ويحظى كبار السن في الوقت الحاضر برواتب تقاعدية مناسبة بالاضافة الى خدمات طبية كاملة. ومع ذلك فان مثل هذه الخدمات الاجتماعية قد لن تتوفر بسهولة في المستقبل نظرا لارتفاع تكاليف التأمين الاجتماعي للعناية الطبية والرواتب التقاعدية والرعاية في الوقت الذي يعمل التدني المستمر لمعدل الولادات على تخفيض حجم قوة العمل اللازمة لزيادة اعمار افراد المجتمع.
· نظام إمبراطوري
ينص دستور اليابان على أن الإمبراطور ، الذي هو رمز وحدة الشعب الياباني ، يجب أن لا يتولى أية سلطات تعتبر من اختصاص الحكومة . وعلى الإمبراطور القيام بأعمال الدولة التالية : (1) افتتاح البرلمان (الدايت) ، و(2) تعيين الوزير الأول ، و(3) المصادقة على العفو العام والخاص . ويقوم الإمبراطور بأداء هذه المهام وفقا لنصيحة وموافقة مجلس الوزراء الذي يعتبر هو المسؤول عن التنفيذ والأداء .
ويشترط القانون الحالي للأسرة الإمبراطورية على أن يكون الإبن هو الوريث الشرعي للإمبراطور. ومع ذلك فان هناك مقترحات في الوقت الحالي تدعو إلى تعديل هذا القانون يسمح بتوريث العرش لبنات الامبراطور نظرا لقيام الامبراطورات بتولي العرش في الزمن الماضي.
· حرية الدين
تم الإعلان بعد الحرب العالمية الثانية عن الفصل ما بين الدين والحكم / التعليم. ومنذ ذلك الحين تعتبر حرية الدين مكفولة بموجب الدستور .
والشعب الياباني يعتنق الديانة البوذية والشنتوية . ومع أن هناك عددا كبيرا من البوذيين في اليابان ، إلا أن غالبيتهم لا يبدون نشاطا كبيرا في مذهبهم . ونادرا ما يشاركون في الأنشطة الدينية التي تتعدى احتفالات الزفاف والجنائز. وعلاوة على ذلك ، ليس من الغريب أن يرتبط الياباني بديانات عديدة في آن واحد . وقد تمكن بعض الأفراد من طائفة دينية حديثة النشأة (الكلت) من اجتذاب بعض الشباب الباحثين عن التنوير والسعادة الروحية. إلا أن بعض (الكلت) الخطرين قد شكلوا في بعض الأوقات مشكلة اجتماعية خطيرة. ليس هناك اي تاثير كبير للمناقشات والصراعات الدينية القليلة على السياسة العامة او الحياة اليومية للناس في اماكن عملهم او البيوت او اماكن الدراسة.
3- التاريخ
· نظام البلاط الإمبراطوري من سنة 593
ظلت العائلات القوية تدافع عن أراضيها الإقليمية لغاية نهاية القرن السادس حين تشكل نظام أرستقراطي برئاسة الإمبراطور.
وبذلك بدأت السياسات الأرستقراطية في اليابان . وقد أضحت الديانة البوذية التي جاءت من الصين هي الديانة السائدة لدى الشعب. ومع الديانة البوذية انتشرت الثقافة الصينية عبر البلاد .
· نظام الشوغونيت من سنة 1192
ازدادت قوة ونفوذ المحاربين الذين كانوا يعملون حراسا للطبقة الأرستقراطية منذ بداية القرن الثاني عشر. ونتيجة لذلك أصبح قائد المحاربين (شوغون) حاكما للبلاد. وصدرت مذكرة غيرة رسمية في النصف الأول من القرن السابع عشر حظرت التجارة مع اِلأجانب (كان ذلك الحظر يعرف باسم ساكوكو) خوفا من دخول المسيحية التي قد تؤدي إلى اهتزاز النظام الطبقي في البلاد. وكان يسمح فقط للهولنديين والصينيين بالتجارة مع اليابان من خلال حي ديجيما في مدينة ناجاساكي.
· عصر ميجي الإصلاحي من سنة 1868 إلى الحرب العالمية الثانية (1939-1945)
في النصف الأخير من القرن التاسع عشر انهار نظام المحاربين وتم تأسيس حكومة جديدة مركزها الإمبراطور . وبذلك انتهت العزلة الوطنية وبدأت الدولة بإدخال الثقافة والتكنولوجيا الغربية. وللحاق بركب البلدان الغربية تم انتهاج سياسة وضعت لزيادة الثروة والقوة العسكرية .
وبعد الحرب الصينية اليابانية (1894 – 1895) والحرب الروسية اليابانية (1904 – 1905), قامت اليابان بغرو الصين عام 1931 ودخلت الحرب في المحيط الهادىء (1941-1945). وقد أنزلت اليابان دماراً كبيراً بشعوب وممتلكات البلدان الآسيوية. وكذلك أصبحت اليابان هي الدولة الأولى والوحيدة التي عانت من أثار القنابل الذرية.
عرفت هذه الفترة عدة حروب، ومع ذلك فإن التحديث بما رافقه من نمو اقتصادي قد سار نحو التقدم بخطى سريعة.
· الفترة من انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 حتى الوقت الحاضر.
تأثرت اليابان بعد الحرب إلى حد كبير بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهي الدولة التي احتلت البلاد . ومع إعلانها عن "النبذ الدائم للحرب" في دستورها الجديد ركزت اليابان كأمة مسالمة على التطور الصناعي . ونتيجة لذلك حققت اليابان نمواً اقتصادياً سريعاً . وفي الوقت الحاضر يحتل الناتج المحلي الإجمالي لليابان المنزلة الثانية بين دول العالم، كما يحتل دخل اليابان الوطني منزلة متقدمة بين الدول العشر الأولى في العالم . علاوة على ذلك ، وبالرغم من القوانين الصارمة التي يفرضها الدستور اليابانى، فقد ازدادت المساعدات اليابانية في النزاعات الدولية بالتدريج في الفترة الأخيرة .
4- طبيعة ومفاهيم الشعب الياباني
· الجد في العمل والدقة في المواعيد
يعتبر معظم اليابانيين مسألة أن يكون المرء دقيقا في مواعيدة ودؤوبا في عمله أمرا مفروغا منه. فهم لايميلون إلى وضع ثقتهم في أي شخص كسول وغير دقيق في مواعيده. فالقطارات ووسائل النقل الأخرى تغادر وتصل في مواعيدها وتوفر جميع مستلزمات الراحة والأمان. ويعتبر خط توكايدو شنكانسين مثالا نموذجيا لخدمة الخط العامر فمنذ أن بدأ العمل في هذا الخط قبل (40) عاما لم تقع أي حادثة عدا تلك التي سببتها كوارث طبيعية او ظروف خارجية.
· أهمية الإنسجام وعقلية الجماعة
يدرك المجتمع الياباني أفضلية العمل الجماعي عن العمل الفردي. وبناء عليه, ينتهج الشعب أسلوباً الأسبقية فيه للربح الجماعي وليس للربح الفردي. ويعود سبب ذلك في جزء منه الى ان المجتمع الياباني كان في الأصل مجتمعا زراعيا يعمل الناس فيه على شكل مجاميع بصورة اساسية. و من مزايا هذا التماسك أنه يرفع الروح المعنوية للمجموعة ككل. فعلى سبيل المثال، لا يعارض معظم الأفراد رأي الأغلبية بشكل مباشر، وذلك احتراما منهم لأهمية الانسجام ضمن المجموعة الواحدة. ولعل من الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك من جانب اليابانيين شدة حذر الأفراد من طريقة تفكير الآخرين نحوهم، ويرغبون في تفادي مسؤولياتهم. ومن جهه اخرى فان نقطة الضعف فيها تكمن في انها تجعل من الصعب رعاية الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الأبداع والتميز.
· الأتصال عن طريق المزاج :
بمجرد ان يلتقوا بك ويعتقدوا بأنهم اتصلوا بك بشكل وثيق , فان معظم اليابانيين يتوقعون منك ان تفهمهم قبل ان يخبروك حقيقة مايقصدون وذلك من خلال المزاج ونبرة الحديث . ان هذا الطراز الياباني من الإتصال يمكن اعتباره عائقا في تطوير مهاراتهم في تعلم اللغات الأجنبية .
· الروح اليابانية والذكاء الغربي :
اعتقد المثقفون وأهل الفكر في عصر الميجاي بأن عليهم القيام بتحديث اليابان من خلال الإندماج والإتصال بالتقنيات الغربية المتطورة مع المحافظة على الروح الوطنية, ونتيجة لذلك تم نقل الخبرة والتقنية الغربية وتكيفيها مع المجتمع الياباني والروح اليابانية.
· البحث المتواصل والخدمة الجيدة :
يعتقد معظم اليابانيون بأن عليهم أن يعملوا بدون ملل لإتمام مايطلب منهم القيام به. فهم مستعدون لتقديم أفضل الخدمات للزبائن. وغالبا مايشار إلى هذا الموقف بالعبارة الرمزية " الزبون مثل الرب". تكمن اهمية هذة الميزة في الصناعة, على سبيل المثال, حيث تعمل على تعزيز مصداقية الجودة العالية للمنتوجات والصناعات اليابانية.
5- التعليم
· معدل عدد الناس الذين يجيدون القراءة والكتابة
يتحدث الناس بلغة واحدة ، وأسلوب كتابتهم يشمل ثلاث مجموعات من أشكال الحروف (كانجي، هيراجانا، وكاتاكانا).
في حقبة إدو (Edo) مابين عامي (1603-1876) كان حتى اطفال المزارعين والتجار واصحاب الحرف يذهبون الى مدارس ابتدائية خاصة يطلق عليها تيراكويا (Terakoya). لقد ساعدت تلك المدارس على رفع معدل التعليم في اليابان إلى مستوى أعلى بكثير من أي أمة أخرى. وبعد مجيء حقبة ميجي (Meiji), ازداد التأكيد على أهمية التعليم ليصل معدل القادرين على القراءة والكتابة الى 100% تقريبا في الوقت الحاضر.
· النظام التعليمي (نظام التدريس 6-3-3-4)
تتكون مرحلة التعليم الإلزامي من 6 سنوات في المرحلة الابتدائية ، و3 سنوات في المرحلة الإعدادية . وبعد هذه المرحلة الإلزامية من التعليم يتلقى الطالب تعليماً لمدة 3 سنوات في المدرسة الثانوية العليا ، ثم 4 سنوات على المستوى الجامعي : وعلاوة على ذلك بوسع الطالب الدراسة لمدة قصيرة تبلغ سنتين في الكلية . ويبلغ عدد الطلبة الذين يتم تسجيلهم في المرحلة الإلزامية 100% تقريبا. كما تبلغ نسبة الطلبة الذين يتخرجون من المدارس الثانوية الدنيا ويلتحقون بالمدارس الثانوية العليا 96% . وتبلغ نسبة خريجي المدارس الثانوية العليا الذين يدخلون الجامعة ، بما في ذلك السنتين في الكلية ، 50%.
يخضع نظام التربية والتعليم في اليابان إلى التأثير المباشر من الحكومة المركزية التي تتحمل حسب القانون الأساسي للتربية والتعليم تكاليف التعليم الإلزامي (الذي يصل حوالي 2.5 بليونين ياباني) وتقوم بدراسة ومصادقة الكتب النهجية للدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية ومع ذلك يتم في الوقت الحاضر تحويل جزء من مسؤولية التعليم الى الحكومات المحلية التي اكتسبت المزيد من الصلاحية لتحديد سياسات التعليم.
فعلى سبيل المثال قامت بعض البلديات بتخفيض عدد التلاميذ في الصف الواحد إلى حوالي ثلاثين طالبا في المدارس الإبتدائية ويبدو أن العديد من الحكومات المحلية الأخرى تحذو هذا الإتجاه.
وسوف يكون عدد طلاب الكليات الجامعية سنة 2006 هو 60% فقط من عددهم سنة 1996، ويعود سبب ذلك إلى التدني المستمر لمعدل الولادة، وستقوم العديد من الكليات والجامعات بفتح أبوابها لعدد أكبر من المتقدمين إلى الوظائف خشية أن لايصل عدد المتقدمين إلى طاقة استيعاب المدرسة وبالتالي ستزداد شعبية التعليم في الكليات والجامعات ويصبح في متناول الجميع.
· صعوبة امتحانات القبول ومدارس الإعداد للإمتحانات ( جوكو/ يوبيكو)
ولغرض التحضير لدخول الإمتحانات التي تجريها قلة من المدارس المشهورة (مدارس ابتدائية, مدارس متوسطة وثانوية, كليات وجامعات)، يذهب العديد من الطلبة إلى مدارس يطلق عليها جوكو (Juku) أو يوبيكو (Yobiko)، وهي مدارس تقوم بحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات بشكل سريع استعدادا للإمتحانات ويعرب التربويون عن قلقهم من أن يولي الطلبة اهتماما متزايدا للدراسة في مدارس الحشو السريع (Juku) على حساب الدراسة في المدارس الإعتيادية ومايزال الحصول على درجة دبلوم من إحدى الجامعات الممتازة من المستلزمات الأكثر أهمية للحصول على وظيفة في إحدى الشركات الرفيعة وهذا يفسر سبب رغبة الشباب للدخول في الجامعات المشهورة.
· حالات من الفوضى في المدارس
بعض الطلاب يقدمون على الانتحار بسبب تنمر بعض الطلبة الآخرين عليهم، ويسمى ذلك باللغة اليابانية (إيجيمي) . ولاتزال الصفوف المشاغبة (Gakkyu-Hokai) ورفض الحضور إلى المدرسة والتهرب منها (Futoko) يشكلان قضيتين اجتماعيتين خطرتين. فإن (Futoko) تشير إلى الوضع الذي لايحب فيه الطالب المدرسة ويصبح منطويا على نفسه ويمتنع بحق الحضور. أما الطلبة الذين يرفضون الإصغاء إلى مدرسيهم فيسببون مايطلق عليه اليابانيون Gakkyu-Hokai ان التفاوت المتزايد بين عقول الأطفال وأجسامهم يؤدي إلى عدم استقرار ذهني على مشاعر الغضب أو إقامة علاقات جيدة مع الأطفال والبالغين ويعود السبب في ذلك في جزء منه إلى فشلهم في الإرتقاء إلى مستوى من النضج الذهني ينسجم وسرعة نموهم الجسدي.
· نفقات التعليم الباهظة
يتلقى الطلاب تعليمهم الإلزامي في المرحلة الابتدائية وفي المدرسة الثانوية الدنيا دون مقابل . ولكن بشكل عام ينفق الوالدان جزءاً كبيراً من دخل الأسرة على تعليم أطفالهم ، وهم يتكبدون الكثير من النفقات حين يلتحق أطفالهم بمدارس الإعداد للإمتحانات ، وحين يحتاجون إلى مدرسين خصوصيين. ويأمل عدد كبير من العوائل الذين يعيشون في المدن الكبيرة وحولها إرسال أطفالهم الى مدارس خاصة مشهورة بالرغم من الأجور العالية للتعليم الخصوصي.
بالإضافة إلى ذلك توفر بعض العوائل فرصة تلقي أطفالهم دروس السباحة والعزف على البيانو ومهارات أخرى بالرغم من الأجور الباهضة لهذه الدروس والتي تشكل عبئا ماليا ثقيلا عليهم.
· أساليب التعليم
وبالرغم أن أسلوب حشو الدماغ بالمعلومات هو المعتمد إلى وقتنا هذا، فإن هذا النوع من التعليم قد بدأ يتغير الآن فمنذ عام 2002 بدأت المدارس الإبتدائية العامة وكذلك المدارس المتوسطة العمل بنظام الدوام خمسة أيام في الأسبوع وتقلصت مناهج الكتب الدراسية في المرحلة الإبتدائية إلى 30% وأدخلت عوضا عنها دروس مكملة ضمن المنهاج الدراسي ومن خلال هذه التغيرات تم العمل على موازنة اكتساب المعرفة والمهارات الصرفة والتي جرى التأكيد عليها من قبل مع تقرير القدرة على التفكير السليم وإبداء الرأي السديد والتعبير عن رأي الفرد فيما يخص التعليم في الوقت الحاضر بحيث يستطيع الأطفال على تطوير شخصيتهم وعلاقاتهم الإنسانية بشكل كامل.
ومع ذلك وفي الوقت الذي يتناقص فيه عدد ساعات الدراسة الإعتيادية يتزايد فيه عدد الطلاب الذين يدرسون في مدارس الحشو السريع او المعلومات السريعة. ومن الواضح فإن هناك ثغرة بين الحقيقة والخيال في الإصلاحات التربوية المذكورة أعلاه.
ومن جهة أخرى فإن الطلب الشديد على إعادة النظر في الإصلاح التعليمي قد بدأ يظهر للعيان منذ أن انخفضت القدرة الأكاديمية للطلبة اليابانيين بالرغم من أن مستواهم العلمي هو الأعلى في العالم ولأن هناك قلقا متزايدا حول المزيد من التدهور.
وعليه فقد تم استخدام المزيد من أجهزة الكومبيوتر في التعليم في المدارس.
· التعليم مدى الحياة
أصبح الإتجاه للإستمرار في التعلم بعد المدرسة من أجل البحث عن شئ يعيش المرء أو يعمل من أجله أكثر انتشاراً الآن . فالأفراد يحاولون التعلم من خلال الرياضة والأنشطة الثقافية والأعمال التطوعية حسب اهتماماتهم . وفي بعض الحالات تقيم الحكومات المحلية المنتديات ، كما تعقد الكليات والجامعات في مجتمعات أخرى ندوات مفتوحة .
6- المجتمع والجريمة
· المساواة بين الرجل والمرأة والتطور الاجتماعي للمرأة
تعتبر الحكومة اليابانية تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة من أعظم المهام في القرن الواحد والعشرين. فالمجتمع المتكافىء على أساس الجنس هو ذلك المجتمع الذي يتمتع فيه الرجال والنساء كأعضاء متكافئة بفرص المشاركة في نشاطات المجتمع المختلفة والحصول على منافع متكافئة وتتقاسم فيه المسؤوليات. ولهذا الغرض تم تطوير قوانين التطوير والتنفيذ مثل قانون إتاحة فرص العمل المتكافئة بين الرجال والنساء.
ومن خلال تنفيذ قانون إتاحة فرص العمل المتكافئة بين الرجال والنساء ازدات فرص النساء بالمساهمة في المجتمع. ومع ذلك فإنه لايزال هناك بعض الأمور المطلوب إيجاد الحلول لها لكي تنعم النساء بالنجاح في بيوتهن وأماكن عملهن بعد زواجهن أو ولادة أطفالهن. فعلى سبيل المثال يتطلب ذلك فهم زملائهم في العمل لوضعهن وكذلك زيادة عدد مؤسسات العناية بالأطفال. ومالم تجد هذه المشاكل حلولا لها فان النزعة نحو الزواج المتأخر ستزداد بسرعة وبالتالي سيزداد عدد النساء العازبات وستؤدي هذه العوامل الى المساهمة في انخفاض معدلات الولادة الى درجة أبعد.
· انهيار نظام الترقي في الوظائف ونظام العمل مدى الحياة وأساليب جديدة للتوظيف
في الوقت الذي كانت فيه اليابان تتمتع بنمو اقتصادي سريع حافظت الشركات على نظام الأقدمية في التعيين ونظام التوظيف مدى الحياة حيث كان يحق للموظفين العمل في نفس الشركة لغاية عمر ستين سنة وقد عمل هذا النظام بكفاءة كأساس للنظام الإجتماعي ومع ذلك فإن ممارسات العمل والتوظيف قد أصابها التغيير بسبب العولمة المتنامية للإقتصاد ويعود سبب ذلك هو أن تلك الشركات التي فقدت القدرة على المنافسة في طريقها إلى الزوال، ويقوم عدد متزايد من الشركات بإدخال نظام جديد للرواتب عوضا عن نظام الرواتب التقليدي ويستند النظام الجديد إلى الإستحقاق حيث يتقاضى الموظفون رواتبهم استنادا الى تقييم أدائهم.
وأيضا تم تتغير أنظمة العمل والتوظيف. فعدد الموظفين المتقاعدين والعمال المؤقتين يزداد فهولاء الناس يعملون في أي شركة لمدة محددة من الزمن ومع ذلك فهو غالبا مايكلفون بعمليات مهمة في الشركة ويقوم عدد متزايد من العمال الأجانب بدعم نمو الإقتصاد الياباني. يبلغ معدل البطالة أقل من 5% ومع ذلك فإن نسبة البطالة بين الشباب أعلى بكثير فقد وصلت نسبتها بين الشباب بشكل خاص إلى 10% تقريبا عام 2004. حيث تشكل هذه النسبة مشكلة اجتماعية خطيرة.
· أراء وقيم الشباب
تشير بعض الناس إلى أن معظم الشباب الأصغر سنا والذين نشؤا في بيئة ثرية ماديا تنقصهم القدرة على التفكير بشكل دقيق عما يجب عمله في المستقبل وكيفية تحقيق النجاح في حياتهم. ومن بين القضايا ذات الاهتمام هي انهيار المعنى التقليدي للقيم والأخلاق وازدياد اهتمام الفرد بمصالحه الشخصية المبنية على قيم متنوعة وقد فتحت هذه العملية الطريق إلى ظهور ظاهرة اجتماعية مثل ظاهرة العمال الطليقين الذين يعملون دون ارتباط بمهنة او شركة معينة والذين يفضلون العمل الجزئي لتجنيب المهن اللإعتيادية بعد التخرج. وظاهرة العزاب الطفيليون وهم الأبناء والبنات غير المتزوجين الذين يبقون عالة على أسرهم وهم في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم. وهناك أيضا ظاهرة الهيكيكوموري (Hikikomori) وهم الأبناء والبنات الذين يرفضون مغادرة البيت ويتجنبوا رؤية الآخرين والتحدث إليهم لأنهم يعانون من مشاكل الإتصال بالآخرين.
يعزى بعض هذه الظواهر إلى الإنحدار التدريجي للمجتمعات المحلية التي تحتاج إلى توفير نشاطات متنوعة وذات أهمية لتطوير العلاقات الإنسانية بين الأطفال وكذلك يشيرون أيضا إلى أن معظم الأطفال ينشؤون في عوائل بين ذويهم فقط دون إخوان أو أخوات فإنهم يكونون محرومين من فرص النمو من خلال التفاعل مع الإخوة والأخوات وعليه فقد أصبحت المدرسة البيئة الوحيدة للتعليم الإجتماعي ونتيجة لذلك فإن تقييم الأطفال يعتمد بصورة رئيسية تقريبا على أدائهم الأكاديمي ولهذا يشعر عدد كبير من الشباب باليأس في مجتمع حيث ماتزال فيه المهنة الأكاديمية تنال هذا الإهتمام الكبير.
· نظام التأمين الإجتماعي
تلزم القوانين جميع اليابانيين بالمشاركة ضمن خطة رواتب التقاعد وخطة التأمين الصحي، لقد تم إنشاء أنظمة تأمين اجتماعية أخرى بشكل كامل فقد تم تجهيز المعوقين بدفاتر صحية خاصة يستطيعون من خلالها تلقي أفضل الخدمات والرعاية الصحية ويتمتع كبار السن بالرعاية وخطة التأمين الصحي التي توفرها الحكومة.
و مع ذلك ، فإن هذه الأجهزة بحاجة الى الإصلاح ، و يعود السبب في ذلك الى تزايد عدد الذين يرفضون دفع أقساط التأمين والإسهامات لحظة التقاعد والتأمين . ويعود سبب عدم دفعهم إلى قلقهم من أنه ، وبالرغم من مساهماتهم السابقة فإنهم يستلمون رواتب تقاعدية أقل مما كانوا يتوقعون أو أن مدى تغطية التأمين ستكون محدودة في حالة استمرار الكساد الإقتصادي الحالي واستمرار انخفاض عدد الولادات.
· أكشاك الشرطة وازدياد الجرائم :
يقال أن اليابان من أكثر دول العالم أمنا. ويعود السبب في المستوى العالي للأمن في جزء منه إلى أكشاك الشرطة التي أنشاتها قيادات الشرطة في المقاطعات والمنتشرة في الشوارع لغرض حماية المواطنين المحليين. فالشرطة المرابطة في تلك الأكشاك تقدم خدمات مختلفة منها، الحفاظ على المحافظات والحقائب والمواد الأخرى الضائعة و التي يعثر عليها المواطنون في الشوارع و يقومون بجلبها إليهم . ويقومون بمساعدة الناس بإرشادهم إلى الأماكن والمناسبات المحلية التي يريدون التوجه إليها. وحين يستلمون أي نداء طارئ ، يهرعون إلى مكان الحدث أو موقع الجريمة دون تردد.
المخدرات تحت السيطرة بشكل صارم ولايمكن اقتناء الأسلحة أو حملها بشكل عام. ينتشر استخدام المخدرات أكثر من أي وقت مضى ، و خاصة بين أقل الدول في العالم في استخدام المخدرات. تقوم بعض العصابات أحيانا باستخدام الأسلحة لمهاجمة أعضاء عصابة معادية، و لكن الأسلحة النارية قلما تستخدم من قبل مجرمين آخرين .
ومع ذلك ، فإن أعمال السلب و السرقة في حالة ارتفاع تدريجي ويعود السبب في ذلك في جزء منه إلى الكساد الإقتصادي الحالي. ويزداد كذلك عدد المجرمين الذين لايكون العامل الإقتصادي حافزا لإقترافهم الجرائم . فمازال بعض الأطفال يتم اختطافهم أو قتلهم بدون دافع واضح ،و يزداد كذلك عدد الأشخاص الذين يقوم أعضاء من عوائلهم بإصابتهم أو قتلهم.
ومن الجدير بالذكر فإن معدل أعمار مرتكبي الجرائم مستمر بالإنخفاض في وقت تزداد فيه وحشية الجرائم. وعلى وجه الخصوص، فمنذ أواخر التسعينات اقترف طلبة المدارس الإبتدائية والمتوسطة جرائم بشعة. وتنظر الحكومة اليابانية في إجراءآت فعالة في تعزيز وإشاعة التعليم الأخلاقي في المدارس وتقوية العلاقة بين الشباب والمجتمع، بالإضافة إلى مناقشة تشديد القوانين الجنائية في قانون الأحداث.
وبسبب تشديد العقوبات على السائقين المخالفين فإن عدد حوادث المرور ينخفض كل عام.
· إجراءات حماية البيئة
أصبح كثير من الناس أكثر وعيا بالتدهور الذي يصيب البيئة. مثل ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وارتفع تدريجيا عدد المواطنين الذين يتشاطرون الإحساس بالأزمة. وتتخذ في الوقت الحاضر عدة إجراءات لحماية البيئة وتقوم الشركات ببذل قصارى جهدها لتخفيض استهلاك الطاقة وتقليل النفايات والغازات المنبعثة من البيوت الزجاجية ويقوم البعض بالحصول أو محاولة الحصول على شهادات ISO (المنظمه العالميه للتقييس). ويتعلم الطلبة في المدارس عن المشاكل البيئية وتقوم العوائل بعملية فصل النفايات لغرض اعادة تصنيعها.
7- الأسرة وطريقة الحياة والطعام والترفيه
· العائلة النووية
إن عدد العائلات النووية (وهي العائلة المكونة من الوالدين وأطفالهما) في تزايد مستمر. وفي معظم هذه العائلات ولكون الآباء يعودون لمنازلهم من أعمالهم متأخرين جداً بعد ساعات العمل الطويلة، تقتصر رعاية الأطفال على الأمهات. وفي الماضي كان هناك أجداد وجدات في أغلب الأسر. وكانوا مسؤولين عن رعاية بل وتربية أحفادهم. إلا أن عدد مثل تلك الأسر في تناقص. لا يتمتع سوى القليل من العوائل بروابط وثيقة مع جيرانهم وأدت هذه التغيرات في الظروف المحيطة بالعائلة إلى ظهور مشاكل جديدة منها عصاب العناية بالرضيع او الإساءة إلى الطفل.
الآباء اليابانيون المثاليون
يقضي الكثير من الأباء ساعات طوال غارقين في عملهم حتى في أيام الأحد وغالبا مايعودوا متأخرين إلى بيوتهم. وفي أغلب الأحيان يؤدي هذا الأسلوب التعسفي في العمل إلى الموت المفاجىء ويطلق على هذه الظاهرة كاروشي او الموت بسبب الإفراط في العمل. فمع قيام العديد من الموظفين بترك وظائفهم او تسريحهم من الخدمة خلال عملية إعادة التنظيم للشركة يتم تكليف ما يتبقى من العمال بأعمال إضافية فوق طاقتهم حيث يجبرون على العمل وقتا إضافيا بدون أجر لإكمال الواجبات الموكلة إليهم. وقد وجد استطلاع احصائي بأن 50% من الموظفين يعملون أكثر من (50) ساعة اسبوعيا.
الأمهات اليابانيات المثاليات
إنهن في العادة ربات بيوت و/ أو عاملات بدوام جزئي.
في معظم الحالات تستمر النساء في العمل بدوام كامل حتى يتزوجن أو يضعن أطفالا ، ثم يصبحن ربات بيوت. وهذا ناجم عن الصعوبة الكبيرة بالنسبة للأم في أسرة نووية للمحافظة بنفس الوقت على حياة أسرية مع المحافظة على وظيفتها. يضاف إلى ذلك بعض العوامل اجتماعية، مثل النقص في مراكز رعاية الأطفال. ولهذه الصعوبات نرى
أن عدد النساء اللواتي يستمررن في العمل (بدوام جزئي في معظم الحالات بعد ولادة أطفالهن) في تزايد. وهن
يرغبن بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
· دخل الفرد
يبلغ معدل الإنتاج الإجمالي المحلي (GDP) للشخص الواحد في اليابان 37000 دولار أمريكي. ومعدل الدخل السنوي هو 5500000 ين, أو 350000 ين في الشهر. ويمتلك معظم اليابانيين الوعي الطبقي للطبقة الوسطى ويعود سبب ذلك على سبيل المثال الى انتشار الأجهزة الكهربائية على عموم البلاد بالإضافة إلى تحقيق المجتمع للإزدهار المادي.
· اتباع الاسلوب الغربى في طرق الحياة
أصبح أسلوب العيش بعد الحرب في اليابان مشابهاً للنمط السائد في دول الغرب . فالأزياء الغربية أصبحت هي السائدة تماماً لدى الشعب الياباني. ولا يلبس اليابانيون ملابسهم التقليدية إلا في مناسبات خاصة مثل رأس السنة الجديدة وحفلات الشاي والزفاف. وكذلك أصبح استعمال الأثاث الغربي ، كالكنبات والكراسي، واسع الإنتشار . لذلك لا عجب في أن عدد الغرف التي لا تزال تحتفظ بنمطها الياباني التقليدي في تناقص مستمر .
· ارتفاع أسعار الأراضي وحلم اقتناء منزل
تشكل الجبال ما نسبته 80% من مساحة الأراضي الوطنية، وبالتالي هناك سهول قليلة . ونجم عن ذلك زيادة توجه السكان نحو المدن الكبيرة. وهذا هو سبب الارتفاع الشديد في أسعار كل من الأراضي السكنية والتجارية. وحلم الكثير من اليابانيين من أصحاب الراتب هو اقتناء منزل خاص بهم (ليسمى "بيتي"). وبوسع الياباني الحصول على قرض مقابل رهن ، ويكون ذلك مبلغاً كبيراً من النقود يتطلب استمراره في العمل حتى بلوغ سن التقاعد الإجباري. وكذلك يعتبر الإيجار الذي يدفعه المستأجر مقابل سكنه مرتفع للغاية. في وحول مركز طوكيو, يوجد العديد من الشقق السكنية التي يفوق عددها عن البيوت الفردية.
· حركة دون حواجز
ماتزال التسهيلات الخالية من الحواجز بضمنها المصاعد تنصب في الأمكان العامة كالشوارع ومحطات القطار والمخازن التجارية ومرافق التسلية بحيث يستطيع أكبر عدد من كبار السن وكذلك المعوقين من التجول بأنفسهم دون مساعدة الآخرين.
· انتشار الحاسوب الشخصي والانترنيت
انتشر استخدام الحاسوب الشخصي بسرعة فائقة ليس فقط في المكاتب ولكن في البيوت أيضا وقد أصبح الحصول على خدمات واسعة متوفر في أكثر مناطق البلاد مما زاد في عدد مستخدمي شبكة الانترنيت. وتتمتع ربات بيوت الأطفال الآن بفرصة التسوق عن طريق الانترنيت وإرسال وتسلم البريد الإلكتروني. ولكن الناس قلقون أيضا من بعض المواقع التي تستقطب مشتركين لتنفيذ الانتحار الجماعي أو عرض صور مرعبة قد تؤدي الى تشجيع الجرائم بين الأحداث حيث تشكل هذه المواقع مشكلة اجتماعية حقيقية.
· الغداء والصحة
يشمل الجزء الأساسي من غداء اليابانيين على الرز الذي يكون على أنواع مختلفة مثل كوشيهيكاري والساسانيشيكي والأطباق الأساسية الأخرى هي منتجات السمك والباقلاء وتحتوي الوجبة النموذجية اليابانية على سلطانية من شوربة عجين الباقلاء ومنتجات فول الصويا المخمر المسمى والخوخ المملح وهكذا بالإضافة إلى زجاجة من صلصة فول الصويا التي تعتبر من التوابل الأساسية على كل منضدة طعام. وقد توفرت في اليابان أنواع أخرى كثيرة من الأطعمة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ماتزال الأطباق الغربية والصينية من الوجبات المألوفة على المائدة اليابانية حتى في البيت. إن دخول مواد غذائية جديدة ومتنوعة كالخبز واللحم قد قلل من استهلاك الرز الذي يعتبر الطعام الأساسي التقليدي في الغذاء الياباني وانتشر كذلك استهلاك الوجبات السريعة وخاصة بين الشباب، لقد أدت هذه التغيرات في عادات الأكل إلى حدوث بعض المشاكل كالحساسية والسمنة. و أدى ذلك إلى تناقص الاكتفاء الذاتي في الغذاء سنة بعد أخرى بسبب زيادة أصناف الطعام المستورد.
ومن أكثر الأمراض خطورة التي يتعرض لها اليابانيون هي السرطان والجلطة القلبية والسكتة الدماغية وينتشر مرض السكري والأمراض التي تعتمد على أسلوب غذائي خاص، والتي كانت تسمى بأمراض الكبار، حتى بين الصغار والشباب بسبب تناولهم كميات كبيرة من الطعام وقلة إجراءهم للتمارين الرياضية.
· الفنون والرياضة في اليابان
مصارعة السومو هي واحدة من الفنون الحربية اليابانية، وتعتبر الرياضة الوطنية لليابان. يزداد عدد المصارعين القادمين من بلدان اجنبية فيما يستقر عدد المبتدئين اليابانيين وعلى كل حال فإن شعبية هذه اللعبة آخذة بالتدني. وهناك أنواع أخرى من الفنون الحربية غير مصارعة السومو ؛ وعلى سبيل المثال: الجودو، والكندو (المبارزة)، والكراتيه، والأيكيدو (فن الدفاع عن النفس). وتقوم مدارس ثانوية دنيا وعليا بتنظيم صفوف في مثل هذه الفنون العسكرية . والفائدة المتوخاة من تعليم هذه الفنون في المدارس هي إتاحة الفرصة للطلاب ليتعلموا الأخلاق والروح التقليدية . ومن الفنون التقليدية التي يؤديها الشعب الياباني الكابوكي، والنوه (المسرحية الغنائية)، والكيوجين (المسرحية الهزلية القصيرة) .
ومن بين الألعاب الحديثة تعتبر البيسبول هي الأكثر شعبية . وحديثا أصبحت كرة القدم ذات شعبية كبيرة في أوساط الشباب .
· وسائل التسلية والترفيه
بعد الحرب العالمية الثانية ، أصبحت مشاهدة التلفاز وقراءة المسلسلات الهزلية اثنتين من أكثر وسائل الترفيه وقضاء أوقات الفراغ شيوعا. تحظى افلام الرسوم المتحركة اليابانية بالإعجاب نظرا لمستواها الفني الرفيع ومازالت تستقطب جمهورا كبيرا سواء في اليابان او في الخارج. ومنذ وقت طويل انتشر لعب الباتشينكو (نوع من لعبة الكرة والدبابيس المعروفة باسم البينبول) ، التي هي نوع من القمار، باعتبارها النوع المفضل من وسائل التسلية بين الجماهير. وفي المدة الأخيرة أضحت ألعاب الكمبيوتر رائجة إلى حد بعيد بين الصغار والكبار على حد سواء. وكذلك هناك لعبة الكاراوكي – التي أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم – وهي شكل من أشكال الترفيه تتمتع بها الجماهير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق